أخر الاخبار

forever


إلي الأبد 



البارحة إستجمعت قوتي وقررت العبث قليلاً بأوراق من الماضي، ما بين خطابات وهدايا وكلمات ورسائل هاتفي اللعين غرقت، غرقت في ذكريات كنت أتخيل وقتها أنها دائمة إلي الأبد، وما بين وعد وقسم بالبقاء وكلمات مزينة بالوفاء عبرت، عبرت لشاطئ فارغ من كل شئ إلا البشر، رماله خشنة مؤلمة حد الموت، مع  كل خطوة للمضي والتقدم إلي الأمام أتذكر ما كان بالماضي، قدماي برمال شديدة الجفاف وجسدي بأكمله غارق في فيض من ذكريات عكرة مشوهة، و سيول من الخذلان أزالت بداخلي جبال من السكينة والأمان . 


..................................................for ever..........................................

أيعقل ما يحدث، أيعقل أن تكون سبباً في إيذاء أكثر من كان بقربك، من كان وطنك في أشد لحظات إنكسارك، بصرك وبصيرتك وعائلتك في وحدتك وعزلتك، لا أستطيع إستعياب ذلك، كثيراً أتمني أن أخترق قلوبهم، أتسائل حقاً كيف تشعر الآن ؟، هل هي بخير؟ هل سعيدة بعدما أصابت قلوب الغير بالخيبة ؟ هل الإيذاء ممتع حقاً غير مؤلم للحد الذي يقودهم إلي إكمال طريقهم بسهولة هكذا؟ هل يتسلل شعور الندم إلي قلوبهم كشعور الخيبة والخذلان الذي أصبح راسخ بقلوبنا ؟


وبخطوات غير ثابتة بالمرة أتارجح يميناً ويساراً،  في رمال حارقة تشبه قلوبهم، الكثير حولي الكثير يحاول المساعدة، ولكني بمسار غير آمن لا أرغب أن يشاركني  به أحد، لا أثق بعد الأن من يقترب مني حتماَ سيحترق فلم أشفي بعد، لا زالت الذكريات تلاحقني وسيول الخيبة تُحصارني، أسير بطريق غير ممهد للسير عثرات من الآلام والأحلام الواهية الزائفة وجوههم لازالت بذاكرتي، أستطيع جيدا سماع صوت من حولي بعضهم يتمتم بكلمات لا تخترق فقط أذني بل قلبي كالسهام، أين هم من أقسمت علي بقائهم ؟  تساؤل لم أتمني يوماً أن يوجه لي، حقاً لا أعلم ولكن ما أدركه جيداً أن عودتهم مرة أخري ل عالمي  مستحيلة .

..................................................for ever..........................................


مسار شديد الضيق أسير به، ترافقني به ذكريات مشوهة ووعود زائفة وآلام لا تمل من الأنين، والكثير من حولي يرصد ويتابع بصمت، وكأن سقوطك عرض جيد للمشاهدة، أصوات بداخلي تُصارعني للركوض سريعاً وترك كل ما يرافقني، هيا أركضي -هيا أركضي  سريعاً هيا، ولكن قدماي الغارقة في الرمال الحارقة كان لها رأي أخر، ولكن الأصوات تعلو وتعلو هيا أركضي، ولكن إلي أين؟ هل أركض إلي الأمام أم أعود إلي الخلف أواجههم من جديد ؟


ساذجة أنا بما يكفي لأن أكون أسيرة لما كان، ساذجة بما يكفي لأعتقد شعورهم بالندم علي ما مضي، ساذجة بما يكفي لأفكر بالركوض قدماً دون أن أدرك أنه حتماً سيلحق بي ما كان يرافقني من ذكريات ووعود ، الركوض إلي الأمام ليس هو الإختيار الأنسب لكل ما يُصارعني،حقيقةً هو ليس إلا هروب من الواقع، لا زال هناك حساب لم يُسدد بعد، ثقوب بحاجة لإصلاح ما يُمكن إصلاحه، قلب أصابه الإعياء صار موطناً خِصباً للخيبة والخذلان بحاجة للشفاء، عقل  بحاجة لإفراغ ما به من ذكريات مشوهة .

..................................................for ever..........................................


وبتفكيري طفولي جداً وروح طفلة أصيبت بالخذلان، ظللت أركض ولكن للخلف مرة أخري، شعور أكثر من ممتاز بالنسبة لي أشعر وكأني أصارع  كل ما يُرافقني، أنفض عن ذاتي كل ما يؤرقني ، حتي الرمال الملتهبة وكأنها ثأرت لما أصابني أصبحت رفيقة، ها هو صندوق ذكرياتي الواهية أركض للخلف حاملة إياه، وبقلبي المندلعة به نيران كذبهم سأحرقه، غير نادمة أو راغبة بالعودة لما كان، سأحرقه وألقي برماده بعيد، بعيد جداً عن عالمي ، سأتخلص من كل القيود ومن هذا المسار المزين بالشكوك والآلآم حتماً لن أعود ، سأرسارع بالعودة والسير مرة أخري ولكن بمسار أحدده بذاتي ولكن من المؤكد سيكون فارغاً من الرفقة، فأنا عُدت حرة كاملة فارغة من كل ما كان، ولكني غير آمنة لأي رفقة من جديد .

..................................................for ever..........................................


  إلي الأبد أتذكر جيداً كل من وعد بأبدية البقاء، أتذكرهم جيداً وأتذكر مدي صدق حديثهم  حينها، وكيف كان الصدق يعلوا وجوههم، ولكن ما لا أستطيع تذكره كم مرة كررها كلاً منهم، كم مرة أثقلوا الحمل علي ذاتهم بالقسم بأبدية البقاء، ولكن أتذكر جيداً أن جميعهم أخلفوا ما أقسموا.

التحرر من العلاقات المزيفة هو أقصر طريق للشفاء النفسي والإعتدال بالحياة والمضي بها قدماً، ولكن لن تسير حراً حتي تنفض عن جسدك كل ما يُؤلمه كل ما يُعيقه من ذكريات واهية مشوهة فارغة من الصدق، المرء ترسم حياته بطباع المحيطين به المقربين ل قلبه، من يمضي معهم أكثر وقته، الرفقة الأصدقاء ويا لها من كلمة ثقيلة جداً قلما ستجد من يستحقها.

..................................................for ever..........................................

أحدهم أخبرني يوماً قائلاً (( ستأخذ حياتك مسارها الصحيح إذا أحسنتي إختيار من حولك، ستنالين نصيبك مما يصيبون به وستحترقي حتماً بما يخطئون، وإياكي والتعلق فهو نار موقدة باردة في بدايتها ولكن مع مرور الوقت وبرحليهم عن عالمك ستحترقي حتماً بها، جاهل يا أبنتي من يعتقد أننا نشيب بأعمارنا، الحقيقة أننا نشيب بما يصيبنا من خذلان وخيبة ممن نحب، الكثير من العلاقات فقدت قيمتها،  فلا ترهقي ذاتك  بالبحث  عنها الآن،  بل إكتفي بسماع أحجيات عنها من الماضي .))

.................................

......................................... بقلم / الهام حسني ....................................

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -