مقالات - البحث عن الحقيقة
مقالات - البحث عن الحقيقة
"البحث عن الحقيقة وكشف الأكاذيب ومساعدة الآخرين هكذا هو عملي " تلك هي الكلمات
التي رددها " أحمد " بعد أن تلقى إتصالا هاتفيا من الجريدة التي تقدم
إليها لإخباره بقبوله بالعمل بها بِدءاً من بعد غد، لذلك قرر صديقنا الهمام أن
يعيش تجربة من نوع خاص قبل بدأ عمله فقرر أن يكون ذالك اليوم الذى يسبق يومه
الأول بالعمل يوم يحيا به بين تلك الفئة المهمشة التي طالما تمنى أن ينقل معاناتهم
وإحتياجهم، وأن يكشف المدعين منهم الإحتياج قرر أن يكون مقاله الأول عن "
أطفال الشوارع والمتسولون ومن يمارسون النصب تحت مسمى الإحتياج "
..
..
..
وبالفعل مَر ذاك اليوم وظل
"احمد "يستعد للغد وخرج اليوم التالي باكراً وظل يتجول هنا وهناك إلى أن
لمح فتاة صغيرة لايزيد عمرها عن العشر سنوات وربما تكون أقل من ذلك ،وما إن إقتربت
منه سألها ماذا تبعين فأجابته المناديل وبعض الحلوى أترغب بشئ منهما، وبذالك بدأ
"أحمد" فى التحدث مع فتاتنا الجميلة التي أخبرته أن إسمها " ليلى" ،وأنها لا تذهب إلى المدرسة وتتجول طوال اليوم هنا وهناك لبيع تلك الأشياء
لمساعدة والدتها على ظروف العيش بعد مغادرة والدها المنزل منذ سنوات وعدم عودته
إلى الآن، وعندما طلب منها عنوانها للمساعدة إنتابها الخوف وإبتعدت مهرولة عن احمد ،أعتذر إليك ليلى أن سببت لك الذعر والخوف بسؤالي عن
عنوان منزلك أحقا نَحنُ مخيفون بالنسبة لكم .
..
..
..
..
كانت هذه جملة الشعور بالذنب
التي رددها أحمد بعدما غادرت " ليلى " وبعدها هم مسرعاً لإستكمال يومه ،وبينما يسير هنا وهناك حتى
إلتقى بشاب قد يماثله بالعمر وكان الحديث معه أكثر سلاسه من " ليلى " كان
ذالك الشاب مرتدي ثياب باليه وكان يطلب المساعدة وكان يحكى معاناته وسبب طلبه
المساعدة فاستوقفه "أحمد" ،وطلب منه بعض الدقائق من وقته نظير مساعدته
وسأله لماذا لا يعمل بدلا من طلبه العون من الغير فأخبره الا ترى ما بيدي اليمنى من
إلتواء من يقبل أن أعمل معه بهذه اليد ، فسأله أحمد ماذا حدث وهل هو ولد بذلك اما
ماذا ؟
...
فأجابه إنها ضريبة أن تولد بمنطقة كما تسمونها تحت خط الفقر إنها ضريبة أن تجد المساعدة عندما تثير مشاعر الشفقة بقلوب الناس عندما يرون يديك هكذا إنها أول خطوة لتنسى أنك طفل أنك لك حقوق وأن تتذكر فقط ما عليك من واجبات، وأخيرا إن كانت مساعدتك لي مقابل أن تجعل جروحي بداخلي تسارعني ويزداد نزيفها لا أريد تلك المساعدة .
..
...
فأجابه إنها ضريبة أن تولد بمنطقة كما تسمونها تحت خط الفقر إنها ضريبة أن تجد المساعدة عندما تثير مشاعر الشفقة بقلوب الناس عندما يرون يديك هكذا إنها أول خطوة لتنسى أنك طفل أنك لك حقوق وأن تتذكر فقط ما عليك من واجبات، وأخيرا إن كانت مساعدتك لي مقابل أن تجعل جروحي بداخلي تسارعني ويزداد نزيفها لا أريد تلك المساعدة .
..
نعم رحل هو الآخر تاركا
"أحمد " الذى بدأ يشعر بثقل مهمته وكما أنه من حديثه مع الغير ممكن أن
يجلب سبق صحفي يوماً ما ويجنى المال وربما يشغل منصب أكبر ،ولكن من المؤكد أنه سيشغل
النار والحزن والألم بقلوب الكثير .
..
..
قرر "أحمد " هذه
المرة التخفي والجلوس بجوار أحدهم وهو يطلب المساعدة ومحاولة معرفة المزيد منه ،وبالفعل إرتدى بعض الثياب البالية التي جلبها معه إستعداداً لهذا اليوم وجلس بجوار رجل
فى الخمسين أو أكثر من عمره وبدأ يراقبه ويفعل مثلما يفعل.
..
إقترب أحمد منه أكثر ولكنه تردد فى الحديث معه فكيف يبدأ وعن ماذا يتحدث فسأله "أحمد" كم جنيت من الاموال حتى الآن ؟ فضحك ذالك الرجل وقال تريد تناصف ما جنيت أم تريد أن تقصر من مدة جلوسك إلى جواري، أم ألأمك الجلوس على الرصيف وحرارة الشمس، تعجب أحمد من حديثه وقال له ..ماذا تقصد ؟ .
..
إقترب أحمد منه أكثر ولكنه تردد فى الحديث معه فكيف يبدأ وعن ماذا يتحدث فسأله "أحمد" كم جنيت من الاموال حتى الآن ؟ فضحك ذالك الرجل وقال تريد تناصف ما جنيت أم تريد أن تقصر من مدة جلوسك إلى جواري، أم ألأمك الجلوس على الرصيف وحرارة الشمس، تعجب أحمد من حديثه وقال له ..ماذا تقصد ؟ .
تلك الثياب الباليه لم تستطيع
أن تطغى على عطرك حتى أنني لا أشتم رائحة جسدي الكريه منذ جلوسك، لم تستطيع الجلوس
بالشمس وكلما أحرقتك أخرجتك منديلك المعطر لقد أخفقت بالتخفي فكيف للمدلل أن
يصيب بتقليد الشقي .
..
..
البحث عن الحقيقة الكبرى
..
ماذا تريد أن تعرف ومن ذاك الذى
سيخبرك الحقيقة سواء بملابسك الحقيقة أو بتلك المزيفة ،ما بالك أنت بشعور طفل
ينهر من طفل مثله الفرق بينهما أن أحدهم إحتضنته الحياة منذ ولادته والآخر لم
يعرف معنى تلك الحياة.
ما بالك أنت بشعور أحدهم عندما يقترب من شخص للمساعدة فيتنحى جانباً خوفاً من أن تتلوث ثيابه بتلك الباليه،ما بالك أنت بشعور تلك المرأة التي تجول وتجول لتعود إلى صغارها بيدها قوت يومهم ،ما بالك أنت بتلك الصغيرة هناك وهى ترى تلك الدمية مرتديه ذلك الفستان الرائع وتخبرها سراً أياً منا أحق بارتدائه أنا أم أنتي ؟
..
ما بالك أنت بشعور أحدهم عندما يقترب من شخص للمساعدة فيتنحى جانباً خوفاً من أن تتلوث ثيابه بتلك الباليه،ما بالك أنت بشعور تلك المرأة التي تجول وتجول لتعود إلى صغارها بيدها قوت يومهم ،ما بالك أنت بتلك الصغيرة هناك وهى ترى تلك الدمية مرتديه ذلك الفستان الرائع وتخبرها سراً أياً منا أحق بارتدائه أنا أم أنتي ؟
..
ما بالك وما بالك وما بالك
؟؟؟ من هنا وحتى يشيب شعر رأسك ،إنهض بنى وبدل ملابسك لا تليق بك ولكن قبل أن تنهض
عاهدني أن تساعد من تقابل دع ما فى الباطن للخالق هو وحده يعلم من المحتاج ومن
المدعى ،ولكن تعامل مع من تقابل بأخلاقك قبل مالك إبدا بنفسك ستغير من حولك لا
محالة .
..
..
رحل أحمد بعدما تلقى درساً من الصعب أن يُنسى من هذا
الرجل درس ليس موجه له فقط بل للبشرية بأكملها " كُن كريماً مع كل من تقابل
بأخلاقك قبل مالك
" ...
لم يرغب أحمد بذكر حديث من
قابلهم باللغة العامية لانه خجل أن يذكر حديثه فقط باللغة العربية فجميعا نتحدث
نفس اللهجة،قرر أحمد أن يضع عنوان "البحث عن الحقيقة " مدرجٍ تحت هذا العنوان عنوان فرعي لأول مقال له بعنوان " سائرون ونحن نائمون " فالإستمرار على هذا النهج بحياتنا سنرى كل من نقابل محتالون ومدعون ستظل معاناتهم دائمة
وسيظلوا سائرون حولنا ونحن نائمون بالرغم من أننا فى أشد حالات اليقظة ..
..
بقلم / الهام حسنى
للمزيد من مقالات " ع النوتة " يمكنك زيارة الروابط الآتية ..
..