رواية ليتني أراك بعيونهم أبي |
رواية ليتني أراك بعيونهم أبي"الجزء السادس عشر"
أحمد
حقاً وجودك بحياتى نعمة سأظل دوماً أشكر ربى عليها، كثيراً ما أشعر أن شخصية
"احمد" و"مى" متقاربتان بالرغم من أننى لم أتحدث إلى مى
كثيراً ولكن أشعر وكأننى تحدثت إليها لسنين عديدة .
رواية ليتني أراك بعيونهم أبي " الجزء السادس عشر " |
أخرجت
القلادة وظللت أنظر إليها، وتخليت حياتنا تشبه هذه القلادة فكما من صنع هذه
القلادة ظل يربط بين كل حلقة وأخرى فمن الممكن أثناء ذالك تسقط منه واحدة من هذه
الحلقات ، والدى كذالك بنى حياتنا بتسلسل ولكن عندما شَعر أن هناك شئ ما من الممكن
أن يُفسد هذا التسلسل تجاهله ليكُمل حياته ، بالرغم من أن هذا الشئ ثمين جداً هذا
الشئ الذى تجاهله والدى كانت حياة عائلة بأكملها، عائلة مكونة من أب وأم وبنتين
ولكن للأسف دمر والدى عائله لأجل عائلته.
صانع
القلادة الذى سقطت منه حلقة أثناء صُنعها سوف يُكمل عمله، ولكن حتماً سوف
يبحث عن الحلقة المفقودة لأنه يعلم جيداً قيمتها، ومن الممكن أن يبدأ بها قلادة
جديدة، ومن الممكن أن يُوقف عمله للبحث عنها أولاً .
الفرق
بين والدى وصانع القلادة أن صانع القلادة يَعلم جيداً مدى أهمية وقيمة هذه الحلقة
بالنسبة له ، فبدأ بالبحث عنها لأنه من المهم بالنسبة له العثور عليها، أما والدى
فالماضى هو الذى يبحث عنه لأنه لم يقدر قديماً قيمته وقت أن كان حاضر الآن يطارده
فى حاضره ليصير مستقبله ،لأنه لا مفر من ظهور الحقيقة مهما طال
بها الزمن.
روان ...
.....روان ...
رواية ليتني أراك بعيونهم أبي " الجزء السادس عشر " النجاة
روان
: حمدلله على السلامة يا ماما شوفتى الفستان اللى أحمد جابهولى جميل ازاى .
ماما
: افرحى جاتلك هدية يا ستى اهو.
روان
: ...انا نازلة انا واحمد نشترى حاجات للفستان .
ماما
: أحمد كلمنى وانا اشتريتلك يا ستى كل اللى هتجتاجيه اتفضلى ،اقفلى العلبه اللى
معاكى الأول .
روان
: حبيبتى يا ماما بس انتى عرفتى درجة اللون بالظبط كدا إزاى .
ماما
: أحمد بعتلى صورة الفستان يلا بقى اطلعى جربيه كدا عايزة اشوفه عليكى .
روان
: لا خليه مفأجاة بقى فى الحفلة ..المهم دكتورمحمد كلم أحمد وأكد المعاد .
ماما
: تمام احمد بلغنى ...المهم روان انا عايزاكى تقربى من مى وتعتذريلها عن كل اللى
حصل زمان .
روان
: حاضر يا ماما ..طيب وبالنسبة للمرسم ؟
ماما:
مش فاهمه بتسألى على المرسم ليه ..؟؟
روان
: الصورة اللى انتى رسمتيها ل "مى" ..هتحتفظى بيها ولا إيه ؟
ماما
: امممممممممم هقولك بعدين ..المهم إجهزى علشان نروح النادى .
روان
: ماما هو الجدار الرابع دا لسه برده ..قصدى يعنى هتكون ذكرياته مؤلمة ولا ...ماما
بصراحه كدا ................................؟
أحمد
: ماما ..حمدلله على السلامة .
ماما
: بصراحة إيه ياروان إتكلمى .
روان
: ها لا مفيش قصدى ملوش لازمة تكون فيه ذكريات مؤلمة وسط ذكريات الطفولة.
أحمد
: فيه إيه انتوا متخانقين ولا إيه ...إيه ياروان ماما جابتلك كل حاجة لو فيه حاجه
ناقصة تعالى نخرج نجيبها .
روان
: لا يا أحمد ماما جابت كل حاجهة .
ماما
: إطلعوا إجهزوا يلا .
روان
: ماما والله ما قصدت أى شئ أنا بجد .
ماما
: خلاص يا روان إطلعى .
رواية ليتني أراك بعيونهم أبي " الجزء السادس عشر " |
رواية ليتني أراك بعيونهم أبي " الجزء السادس عشر " النجاة
أنقذنى
أحمد بقدومه جيداً مقاطتعه لحديثى هذه المره كُنت على وشك إخبار والدتى بأننى أعلم
كل شئ
.
قمنا
بالإستعداد جميعاً للخروج للقاء دكتور محمد ومى ،وصلنا النادى ولم تمر دقائق حتى حضروا .
أحمد
: دكتور محمد ..إتفضل ..إتفضلى يامى .
روان
: إزيك يا مى أخبارك إيه .
مى
: الحمدلله بخير ...ياروان .
أحمد:
لحظة يا دكتور محمد..هبلغ بابا وماما إنكم وصلتم كانوا بيتمشوا هنا لحظة هاشوفهم
وارجع
.
دكتور
محمد : إتفضل يا احمد .
روان
: مى هوا انتى بتدرسى إيه ؟
مى
: بدرس صيدليه ...وإنتى يا روان ..سنه رابعهة .
روان
: أنا بأدرس ...صحافة وإعلام ...سنه تالتة .
رواية ليتني أراك بعيونهم أبي " الجزء السادس عشر " المفأجأة .
وهذا
هو سر فضولى المتزايد يوماً تِلو الآخر منذ صِغرى وأنا أرغب فى الإلتحاق بكلية
الصحافة والإعلام وكانت دائماً والدتى تُخبرنى أنه لإجل تحقيق ذالك لأبد لى من
البحث كثيراً والإطلاع ولكن لإسف تحول حُب الإطلاع إلى فضولى ليس له حدود.
ها
قد حضر والدى ووالدتى ...
بابا
: دكتور محمد أنا سعيد..بوجودك إنت ومى بجد ..
دكتور
محمد : انا اللى سعيد جداً إنك بخير والحمدلله أحسن .
بابا
: الحمدلله ...الفضل يرجعلك بعد ربنا سبحانه وتعالى .
ماما
: إزيك يا مى..عامله إيه ؟
مى
: الحمدلله بخير إزى حضرتك .
لأول
مرة تتحدث والدتى إلى "مى" طلبنا الغداء وجلست أنا ووالدتى ومى على
طاولة منفردة عن والدى ودكتور محمد و أحمد ، ولكن طيلت تناولنا الغدا ووالدتى تنظر
ل "مى" حتى تسببت فى إحراجها وعدم إرتياحها فى تناولها الغداء، وبعدما
تناولنا الغداء طلبت من "مى" أن نتجول معاً لأننى أرغب فى التحدث معها .
روان
: " مى" ممكن نتمشى شويه سوا .
مى
: بابا ممكن اروح مع روان .
دكتور
محمد : ممكن حبيبتى طبعاً ..
رواية ليتني أراك بعيونهم أبي " الجزء السادس عشر " المواجهة المنتظرة .
وبدأ
الحوار الذى أنتظره منذ سنوات مع صاحبة الإبتسامة الرائعه التى ظلت مرتبطة بذاكرتى
بالأشباح .
روان
: مى هو إنتى ليكى أصحاب .
مى
: ليا صديقة واحدة بس ...بصراحه بابا هو كل شئ فى حياتى ...بأحس إنه ابويا واخويا
ولما بأشتاق لوالدتى بالأقى نفسى بأرمى نفسى فى حضنه بدل ما أحضن صورة والدتى ،حتى
صديقتى دى يعنى كلامى معاها بسيط جداً أنا مش محتاجه فى حياتى أى أشخاص بأى مسميات
طول مع بابا معايا والدى هو اوفى صديق ليا .
رواية ليتني أراك بعيونهم أبي " الجزء السادس عشر " الشعور بالذنب .
أشعر
وكأننى أختنق بسبب حديث "مى" كان من الممكن أن تكون حياة "مى"
طبيعية أكثر من ذالك لو لم نكن نحن جزءاً من هذه الحياة .
مى
: ..روان ...روان .
روان
: ها نعم يا مى آسفه كلامك خلانى سرحت شوية .
مى
: ولا يهمك .إنتى ممكن تكونى شايفة إن حياتى كدا خطأ أو إنى إنطوائية ، لكن بجد أنا بابعد عن كل اللى بيحاولوا يقربوا منى
لأنى دايماً بأتمنى أشوف فيهم بابا، طريقة كلامه .حبه ليا ..خوفه عليا ..بس
إستحالة الاقى بابا فى عيون كل اللى باقابلهم ..علشان كدا بأبعد .
روان
: بصراحه كدا يا مى ...انا ك "روان" واللى حصل منى زمان بتكرهينى
..وعايزة تبعدى أو إننا مايكونش بينا اى كلام .
مى
: روان بابا علمنى الحب وبس ...انا عمرى ما كرهتك ...عارفه حتى زمان لما كنا فى
المدرسة ..كنت بارجع احكى لبابا ..كان بيضحك ويقولى دا مجرد هزار يا مى ...وحتى
لما اتنقلت مدرسة تانيه بابا ..كان دايماً يقولى ...مى إنتى اكيد تحبى إن كل الناس
تحبك ..يبقى انتى لازم تحبى كل الناس
وجملته الدائمه لى"قلب إبنتى لا يحتمل سوا الحب ليس للكره به مكان "
عمرى ما كرهتك ياروان ......أنا بأبعد عن الناس لأن حاسه ان بابا هو كل الناس
بالنسبة ليا ..بس هوا الفترة اللى فاتت بيحاول يخلينى اتعامل مع كل اللى حواليا
وانى اتقبل قرب الناس منى بمحبة وثقة .
روان
: مى انا بجد آسفة .
مى
: روان مفيش اى داعى للأسف .
روان
: مى هوا
..........
مى
: روان هيا الساعه كام ..؟
روان
: الساعه لحظة كدا ..آه .الساعة 5.
مى
: معاد الدوا بتاع بابا ..
وكان
هذا هو الحوار الذى دار بينى وبين "مى" حوار لم يكتمل بَعد، وبعدما عرفت
الساعه ظلت تسير مسرعه نحو والدها لأجل معاد دوائه .
"مى"
طوال حديثها معى وهى تتحدث ببطء كما أنها تتعلثم فى بعض الكلمات من الممكن ان يكون
هذا بسبب أنها لا تتحدث كثيراً لا أعلم ، عندما تحدثت مع "مى" قبل ذالك لاحظت
حديثها ببطء ولكن كُنت أظن لأنها لم تتحدث معى قبل ذالك فقد تكون متوترة لأجل ذالك.
رواية ليتني أراك بعيونهم أبي " الجزء السادس عشر " |
مى
: بابا ..معاد الدوا بتاعك .
دكتور
محمد : مى .
مى
: عرفت كدا نسيته فى البيت بالرغم من انى اكدت عليك اكتر من مرة.
دكتور
محمد : سماح المره دى يا مى اول ما نروح هاخده ...تحبى نروح دلوقت ..؟؟
مى
: لحظة يا بابا انا دايماً باخلى العلاج
معايا احتياطى ...اهوا الحمدلله .
ظللنا
نستمع لحديث مى مع والدها ونحن فى حالة ذهول "مى" التى كانت تتعلثم
بالكلمات معى تتحدث جيداً مع والدها ..."مى" تحتفظ بدواء لوالدها
بحقيبتها غير الذى بالمنزل تحسبن لنسيان والدها الدواء بالمنزل .
إذاً
"مى" لديها مشكلة من تَعاملها مع العالم الخارجى ككل فعالمها الأوحد
والدها .
دكتور
محمد : شكراً جداً يا " أستاذ عماد " على الدعوة الجميله دى ...وأستاذنك
نمشى انا ومى .
بابا
: زهقت مننا يا دكتور محمد ...خليك شويه كمان .
دكتور
محمد : سامحنى انا ومى متعودين يومياً نقرا الورد مع بعض والاذكار ...ومحتاج ارتاح
شوية كمان علشان دعوة على علشان عيد ميلاده ...بالرغم من ثقل اليوم دا عليا .
بابا
: انا باشكرك جداً على تلبية الدعوة ويارب تكون بداية ...خير ما بينا يارب .
دكتور
محمد : أكيد طبعاً خير يا "أستاذ عماد" ...بعد إذنك .
روان
: دكتور محمد ..هوا انا ممكن اجى معاكم البيت ..أقرأ الورد معاكم واقول الأذكار
..؟
دكتور
محمد : طبعاً ياروان ......ممكن جداً.
أعلم
ما يدور بأذهانكم الآن !!!!
لماذا
طلبت من والد مى هذا الطلب الغريب الغير متوقع ؟..والدى ووالدتى واحمد أيضاً فى
حالة ذهول .
رواية ليتني أراك بعيونهم أبي " الجزء السادس عشر "💓💓