أخر الاخبار

رواية-ليتني أراك بعيونهم أبي-الجزء التاسع والعشرون

 

رواية-ليتني أراك بعيونهم أبي-الجزء الثامن والعشرون


رواية-ليتني أراك بعيونهم أبي-الجزء التاسع والعشرون


رواية ليتني أراك بعيونهم أبي"الجزء التاسع والعشرون"،فتاة يقودها الفضول لكشف أسرار والدها.


رواية-ليتني أراك بعيونهم أبي-الجزء التاسع والعشرون


نظرت لوالدتي لنتركه الآن أشعر بصدق حديثه.

عُدنا للمنزل وأخبرت والدتى والدى بأننا التقينا ب "أستاذ حسام" ومن الواضح أن والدتى أخبرته مُسبقاً بأننى على عِلم بكل شئ.. أنا و"على" أقصد "كريم".

 

لمدة خمسة أيام وأنا أراقب "أستاذ حسام" وكان يومه يُشبه الآخر من المنزل إلى المستشفى... وقررت بدلاً من مراقبته سأكون بجواره هو وزوجته وابنته، وبالفعل ذهبت لزيارتهم أنا ووالدى ووالدتى.

وتوقفت عن مراقبة "أستاذ حسام" ولم أذهب إليه إلا فى اليوم المقرر لعميلة إبنته وذهبت باكراً إلى هناك ولم أنتظر والدى ووالدتى.

 

ولكن قبل بدء العملية لم يتم إدخال ابنة أستاذ حسام فقط بل كان هناك شخص آخر.

أمن الممكن أن يتم إجراء عمليتين بغُرفة عمليات واحدة؟

لم أرغب فى سؤال أستاذ حسام عن ماهية عملية ابنته حتى لا أثقل عليه فى الحديث فيكفى ما به هو وزوجته من الخوف والقلق على ابنتهم.

وبعد مرور عشر دقائق من إغلاق غُرفة العمليات.

ما هذا؟

من ؟

دكتور محمد!!!!! دكتور مروان وجورى وأحمد !!!!

هل ما يدور بذهنى الآن صحيح؟

نعم صحيح.

إبنة "أستاذ حسام" هى الفتاة التى كان والد مى مهتم بها والتى قررت " مي " عند اختفاء والدها مساعدتها. ظللت أصرخ أوقفو هذه العملية وأبكى حتى أتحدث إلى "دكتور محمد ".

 

دكتور محمد: روان "مي" بخير وهتكون بخير بإذن الله أنا أشرفت وتابعت كل التحاليل والفحوصات اللى خاصة بالتبرع.. دى بنتى واستحالة أخاطر بحياتها.

روان: " مي " إزاى من بين كل الناس تبقى هى المتبرعه لبنت "أستاذ حسام".

دكتور محمد: روان اطمنى " مي " بخير.

أحمد: روان ادعيلهم وبإذن الله خير.

لا أعلم ما هذا الثبات الذى يدعيه "دكتور محمد " و"أحمد".

بعد انتهاء العملية بنجاح الحمدلله.. والاطمئنان على كلتاهما... تحدثت إلى "أستاذ حسام" الذى أخبرنى أنه صُدم عندما جاء هنا واكتشف أن المتبرع هى "مى" إبنة  "دكتور محمد" وأنه لم يَكن أمامه خيار آخر سوى قبول ذلك لإنقاذ ابنته وبدا كلاً منهم فى إجراء الفحوصات اللازمة وأن "دكتور محمد" كان يُراقب ويُتابع من بعيد حتى لا يخل بالكورس النفسى الذى تخضع له "مى" مع "دكتور مروان" والذى يتطلب عدم تواجد والدها.

 

اختفى "دكتورمحمد " مرة أخرى وظللت مرافقة ل " مي " لمدة أسبوع بعد العملية، وفجأة تلقيت اتصال من غريب الأطوار الذى أعلم ماذا أطلق عليه "على" أم "كريم ".

ليُخبرني بصدمة من عيار ثقيل.

على: روان أنا سافرت إسكندرية وسألت على دار الأيتام...."أستاذ حسام" توفت بنته، بعدها بشهرين أخد "دنيا" تعيش معاه هو وزوجته روان اللى عندك دى هى "دنيا" أخت " مي ".

لم أستطع الرد، كُنت معتقدة أنه مجرد تشابه بين اسم إبنة أستاذ حسام و"دنيا" ابنة دكتور محمد، اعتقدت خاطئة أنه أطلق عليها اسم "دنيا" كاسم ابنته.

هرولت نحو "أستاذ حسام ".

روان: أين "دنيا" ؟

ظل صامتاً لا يُجيب.

وفجأة تَحدثت زوجته قائلة.

"دنيا" هى من بداخل هذه الغرفة هى دنيتنا والحياة بالنسبة لنا، سنخبر والدها بكل شئ ولكن لن أستطيع أنا أو حسام الاستغناء عنها وتركها وهى أيضاً لن تتقبل ببساطة أن لها عائلة أخرى.

 

رواية-ليتني أراك بعيونهم أبي-الجزء التاسع والعشرون
رواية-ليتني أراك بعيونهم أبي-الجزء التاسع والعشرون

رواية-ليتني أراك بعيونهم أبي-الجزء التاسع والعشرون


ذهبت إلى غُرفة " مي " وأنا لا أستطيع التحدث أو استعياب ما يحدث، من بين جميع البشر بالعالم يهتم والد مى بأمر هذه الفتاة ومن بين جميع طيبى القلوب الرحماء تتبرع " مي " لهذه الفتاة بأحد أعضاء جسدها غير مهتمة بأمرها وكلتاهما لا تعرفان أنهما أختين.

 

روان ....روان

روان: نعم يا " مي " محتاجه شئ؟

مي: عايزة أشوف "دنيا" عارفة أنا حاسة إن فى شئ بيربطنى بيها.

صدقتِ يا "مى" هناك ما يربط بينكما ليس فقط ذلك العضو الذى انتقل من جسدك إلى جسدها ولكن رابطة دم.

اتصلت ب "أحمد" وطلبت منه أن يُرسل "جورى" لتبقى بجوار "مى" فأنا أرغب فى الذهاب للمنزل وطلبت من أحمد الحضور للمنزل لأنه لابد له من معرفة كل شئ.. ويكفى ما حدث لابد من كشف كل شئ ومصارحة دكتور محمد بما حدث وله حق التصرف إما بالعفو عن والدى أو بمقاضاته.

 

عُدت للمنزل وتحدثت إلى والدى وأخبرته بحقيقة ابنة "أستاذ حسام" وأنه لابد من إخبار أحمد بكل شئ أيضاً.

أتى أحمد وظل والدى صامتاً فتحدثت إلى أحمد وأخبرته بكل شئ لم ينتظر كثيراً ورحل، صُدم مما أخبرته به، وصعد والدى ووالدتى إلى غُرفتهما دون أن يتحدثا ولو كلمة واحدة.

 

لا أعلم ما فعلته صحيح أم خاطئ ولكن كان لابد من حسم الأمر.

أبدلت ملابسى حتى أعود  ل " مي " ولكن لابد لى أن أتصل ب "أحمد" هو الوحيد الذى سيستطيع ايصالنا ب "دكتورمحمد".

ولكن سأترك أحمد اليوم الأمر كان ثقيل عليه خاصة لأنه يتعلق ب " مي ".

 

وما إن هممت بالخروج من المنزل حتى استوقفنى "دكتور محمد" نعم "دكتورمحمد" عاد برفقة أحمد.

عُدت للمنزل مرة أخرى جلس "دكتورمحمد" فى انتظار والدى وهو فى حالة يُرثى لها.

هل أخبره أحمد بشئ؟

حضر أبى وبدأ " دكتور محمد" فى التحدث قائلاً:

"أستاذ عماد ...فقدت زوجتى.. بسبب لا مبالاتك للطريق...خاطرت بحياة عائلة لأتفادي عدم انتباهك وما إن انحرفت عكس وجهتك حتى انقلبت سيارتى وبدلاً من أن تُنقذنى وتنقذ عائلتى أخذت ابنتى لتتركها بدار أيتام ووالدها مازال على قيد الحياة، ولم تكتفى بهذا بل زرعت فى قلب أبنائك الرعب والكره لابنتى الأخرى التى كنت أحمد ربى بعد الحمد ألف حمداً آخر أننى تركتها فى هذا اليوم مع أختى ليبقى أحداً برفقتى، كان مُقدر أن نتجاور ولكن بدلاً من أن تُكفر عما فعلت نسجت قصص غير عقلانية وتسببت فى أن تبقى ابنتى بُعزلة عن العالم والآن لدى ابنتان إحداهما لا تعرف أنى آباها وكانت تُعانى من مرض شديد وكان من الممكن أن تفقد الحياة وهى لا تعلم مَن والدها ومَن عائلتها.

 نزعت منى حقى فى أن أجاور ابنتى فى مرضها وأن أرعاها ولكنى منحنى إياه ربى ...وابنتى الأخرى تُعالج نفسياً بسببك أيضاً لأنها لم تجد عند انتقالنا من تتحدث معه من تتخذه صديق بسبب ادعائك الكاذب بأنها تُخيف الأطفال، فاحتفظت بها إلى جوارى حتى صارت مريضة بوجود والدها.. عندما ساعدتك فى مرضك كُنت أحسن الظن بك ورغبت فى أن أعاملك مثلما أرغب فى أن تُعاملنى ولكن لم أتخيل أنك رجل بلا قلب.

أخبرنى كيف لى أن أقتص منك؟ هل أؤذيك فى أبنائك مثلما فعلت؟ لن أستطيع فعل ذلك.

هل أقاضيك؟ ولكن إذا قاضيتك هل هذا سيعوض ابنتى عن حياتها بدار أيتام ووالدها على قيد الحياة هل سيعيد ل " مي " ثقتها بمن حولها هل سيعيد زوجتى  للحياة مرة أخرى؟

أخبرنى كيف أقتص منك وكيف أنتقم لعائلتى منك....؟

ظل والدى يَعتذر كثيراً ويطلب من "دكتور محمد" أن يُقاضيه وأنه كان أنانى حينما فكر فى عائلته فقط.. وكان رد "دكتور محمد" على كلمات والدى.

 

"ليت الاعتذار والندم يَكفى لإيقاف الألم بداخلى.. لن أقاضيك ولكن سأتركك هكذا تتعذب ولن أسامحك على ما فعلت.. إذا قاضيتك ستشعر بالارتياح ولكنى لا أرغب فى أن تشعر بالارتياح يكفى نظرات أبنائك وزوجتك لك ستذكرك دائماً بما فعلت.. سأكتفى بالدعاء لك بعُمرٍ مديد من الألم وعذاب الضمير......".

 

رحل "دكتور محمد" وتبعته أنا وأحمد.. ولكنه لم يرغب فى التحدث إلينا ورحل سريعاً.

وتركنى أحمد ورحل لا أعلم إلى أين.

وقررت العودة إلى " مي " لا أستطيع دخول المنزل ..كنت أتمنى لو أن "دكتور محمد" اختار مقاضاة والدى، ولكنه أصاب فى اختيار القصاص الأصعب فى الدنيا فمقاضته كانت ستشعر والدى نوعاً ما بالراحة.

 

أتألم كثيراً لأجل "دكتور محمد" وعائلته ولأجل والدى أيضاً  فما فعله كان خطأً فادحاً ولكنه كان لأجلنا.



رواية ليتني أراك بعيونهم أبي " الجزء التاسع والعشرون "💓💓



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -